التجربة الكوردستانية الى اين؟الجزء الثاني

3-تنتهج ماليزيا سياسة واضحة ضد التسلح النووي وقد اظهرتذلك في معارضتها الشديدة لتجارب فرنسا النووية .وحملتها التي اثمرت عن توقيع جنوبشرق اسيا العشر المشتركة في (تجمع اسيان)في العام 1995 على وثيقة اعلان منطقة جنوبشرق اسيا منطقة خالية من السلاح النووي وقد ساعد هذا الامر على توجيه التمويلالمتاح للتنمية بشكل اساس بدلا من الانفاق على التسلح واسلحة الدمار الشامل .

من الملاحظ ان منطقةالشرق الاوسط تتجه نحو التسلح النووي حيث من جهة يلاحظ امتلاك دولة اسرائيل السلاحالنووي هذا بالاضافة الى سعي الجارة ايران لامتلاك القدرة النووية .يضاف اى هذا قيام اسرائيل بتدمير المفاعل النوويالعراقي وكذلك بدائيات مشروع نووي سوري.

ان الصراع الموجود فيالمنطقة على النفوذ جعلت المنطقة على شفا على وضع خطير .ان وجود المنطقة الكورديةضمن هذه الجغرافية والاجواء السياسية المعقدة وحاجتها للدفاع عن نفسها ضد اياعتداء محتمل جعلت الموقف الكوردي من ناحية التسلح النووي ضمن النهج العراقي العامالرافض للتسلح النووي وجعل منطقة الشرق الاوسط خاليا من السلاح النووي من جهة ومنجهة اخرى رغبة الحكومة الاتحادية بتسليح الجيش العراقي باحدث واخر صيحات الاسلحةمما يؤدي الى خلق بؤر احتقانوعدم ثقة من الاطراف المشاركة في العملية السياسيةوبدوره يؤدي الى رغبة الجهات الاخرى للقيام بالتسلح ايضا.

ان هكذا مناخ السائد فيالمنطقة الان ادى الى توجيه التمويل الى حالات اخرى غير التنمية.

ان بناء الدولة العصريةلا يتم الا بتوجيه كافة الامكانات المتاحة الى التنمية وبكافة انواعها من التنميةالبشرية وتنمية البنى التحتية للبلد وخاصة منطقة كوردستان والتي عانت الامرين فيالماضي القريب .

وعليه نأمل من الاقليمموقف متميز للوقوف ضد التسلح بشكل عام وضد التسلح النووي بشكل خاص.

4- رفض الحكومة الماليزيةتخفيض النفقات المخصصة لمشروعات البنى التحتية الاساسية والتي هي سبيل الاقتصاد الىنمو مستمر في السنوات المقبلة.لذا قد ارتفع ترتيب ماليزيا لتصبح ضمن دول الاقتصادالخمس الاولى في العالم في مجال قوة الاقتصاد المحلي.

وبالمقارنة في الوضعالمالي الكوردستاني نلاحظ ان التخصيصات للبنى التحتية لاتشكل نسبة جيدة يمكن منخلالها بناء بنية تحتية اساسية متينة.حيث يلاحظ ان النسبة العظمى من الميزانيةتذهب الى النفقات التشغيلية وان الاسباب لهذه الحالة كثيرة واهمها اعتماد الدولةالعراقية بشكل عام واقليم كوردستان بشكل خاص على وارد النفط فقط في رفع ناتجالاجمالي المحلي السنوي .

وعند طرح وارد النفط منالناتج الاجمالي السنوي يصبح الباقي غير ذا قيمة.ان عدم وجود سياسة تنمية واضحةوكذلك عدم وجود الكفاءات المحلية التي يمكن الاعتماد عليها لهذا الغرض بالاضافة الىتدخل القرار السياسي وتأثيرها السلبي على مسيرة التنمية .كل هذا ادى وبالاضافة الىاسباب اخرى الى تخلف البنى التحتية في كوردستان .ومن المظاهر الواضحة في تخلفالبنى التحتية.

1-طرق مواصلات رديئة وعدمربط معظم طرق اقليم كوردستان ببعضها بطرق مواصلات حديثة ومتطورة.

2- معظم شبكات المياه قديمة بالاضافة الى ضعفمعالجة فضلات المجاري وتأثيرها المباشر على البيئة.

3-شبكة الكهرباء قديمة معالعلم ان ساعات التجهيز للكهرباء جيدة الا ان معظم الشبكات قديمة وغير متطورة.

4- تخلف من الناحيةالصحية وعدم وجودنظام تأمين صحي متطور.

5- تخلف النظام التربويبشكل عام .مما يؤدي الى خلق اجيال لا تواكب التقدم العلمي.

6- هذا بعض من جوانب تخلفالبنية التحتية الاساسية في كوردستان .

وسوف نتطرق في الاعدادالاخرى الى عديد الاسباب التي ادت الى تقدم ماليزيا.